تصور لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإرشاد الزراعي بجمهورية مصر العربية

المستخلص
استهدف البحث بصفة أساسية وضع تصور لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المدروسة بالإرشاد الزراعي في جمهورية مصر العربية وذلك بالتعرف على كل من: استخدام المبحوثون لهذه الوسائل، والمعلومات الزراعية التي يحصلون عليها من هذه الوسائل، واستفادة المبحوثون منها، ومميزات ومعوقات استخدام هذه الوسائل، وأخيراً مقترحات تحسين استخدام هذه الوسائل. وتحقيقاً لأهداف البحث تم اختيار مجموعة من الزراع بطريقة عمدية وفقاً لقبولهم المشاركة في البحث ويمتلكون أحد أجهزة الاتصال الحديثة بمحافظات البحث التسع وذلك محاولة لتمثيل جميع محافظات الجمهورية بالوجهين البحري والقبلي والأراضي المستصلحة حيث بلغ عددهم 166 مبحوثاً، وجمعت البيانات بواسطة استمارة استبيان تم اختبارها مسبقاً وذلك خلال شهور يناير وفبراير ومارس عام 2018، ويعتبر هذا البحث من البحوث الوصفية الاستكشافية التي اعتمدت على منهج المسح الاجتماعي بالعينة. وقد عرضت البيانات في جداول تكرارية وفقاً للعدد والتكرارات والنسب المئوية والوزن النسبي تحقيقاً لأهداف البحث، وقد كانت أهم النتائج على النحو التالي:

أن أكثر من نصف الزراع المبحوثين يمتلكون هاتف محمول بنسبة 54.22% مع احتلاله أعلى نسبة في الولوج لوسائل التواصل الاجتماعي المدروسة بلغت 36.33%، كما تبين أن نسبة 74.70% من المبحوثين يمتلكون حساب شخصي على أحد تلك الوسائل، كذا احتل موقع الفيسبوك المرتبة الأولى من حيث امتلاك المبحوثين لحساب شخصي عليه ومن حيث الهدف من استخدامه في أغراض شخصية وزراعية وترفيهية؛ قد تبدو منطقية تلك النتيجة لقدم وانتشار هذا الموقع مقارنة ببقية وسائل التواصل المدروسة، كما أن هناك ست وسائل نمط استخدام المبحوثين لها يومي (أقل من ساعة إلى ساعتين)؛ وهذا قد يدل على مدى اعتمادهم عليها ليس فقط للأغراض الزراعية ولكن في مختلف مناحي الحياة، وهذا يتفق مع ورد في الاستعراض المرجعي للبحث.
كما احتل موقع الفيسبوك المرتبة الأولى من حيث مناسبته للحصول على معلومات زراعية بوزن نسبي بلغ 45.50%، واحتلت أشكال خدمة متابعة الفيديوهات والصور والدردشة من الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي المدروسة المراتب الثلاث الأولى من حيث تفضيل المبحوثين لشكل الخدمات المقدمة على هذه الوسائل؛ وقد يرجع ذلك لاحتياج الزراع المبحوثين إلى معالجة الرسائل المقدمة لهم في صورة مرئية مسموعة بالدرجة الأولى.
كذلك أتضح أن المتوسط العام للوزن النسبي لدرجة استفادة المبحوثين من هذه الوسائل بلغ 20.67%، وكانت استفادة المبحوثين للاستخدامات الشخصية بالترتيب الأول بوزن نسبي بلغ 23.08%، كما أن نسبة 44.35% من المبحوثين قد توصلوا لحلول لمشكلات زراعية واجهتهم على تلك الوسائل وكان على رأسها تطبيق الواتس آب، كما أفاد معظم هؤلاء الزراع المبحوثون أن مشكلاتهم قد حلت تماماً وأنهم مازلوا يستخدمون هذه الحلول، كذا أن نسبة 76.36% منهم قد أوصوا بتلك الحلول لزراع آخرين واجهتهم نفس المشكلات.
كما أن المتوسط العام للوزن النسبي لمميزات هذه الوسائل بلغ 90.18%، واحتل مكون مميزات تخطي بعد الزمن المرتبة الأولى، بينما كان المتوسط العام للوزن النسبي لعيوب هذه الوسائل بلغ 53.05%، في حين كانت أهم التحديات التي تواجه استخدام هذه الوسائل بالريف المصري أمية الزراع وضعف قدرة الزراع على استخدام الإنترنت وأدوات وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات بوزن نسبي بلغ 81.99%.
كذا أفاد المبحوثون أن مقترح إعداد دورات تدريبية للمزارعين عن كيفية استخدام هذه الوسائل احتل المرتبة الأولى بالمقترحات العامة لتفعيل دور تلك الوسائل، بينما كانت آلية تفعيل استخدام هذه الوسائل من وجهة نظر المبحوثين اقتصرت على الشروط الواجب توافرها بمقدم خدمة هذه الوسائل (أن يكون يتبع جهة متخصصة ومعترف بها في مجال الإنتاج الزراعي)، ونوعية المعلومات المقترح بها عبر هذه الوسائل وخصائص هذه المعلومات.
وبناء علي نتائج البحث قد تم وضع تصور لنشر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المدروسة ترتكز على أربعة جوانب هي: البنية التحتية بالأجهزة والإنترنت، وخصائص هذه الوسائل، ومعالجة المواد التعليمية التي تبث من خلال تلك الوسائل، وأخيراً من حيث استخدام المبحوثين لهذه الوسائل.